ترغب الكثير من العائلات في التعرف على أضرار الأجهزة الإلكترونية على الأطفال، خاصة أن الكثير من الأطفال أصبحوا يستخدمون الهواتف الذكية لأوقات كثيرة، فمنهم من يستخدمها لمشاهدة فيلم، أو من أجل ممارسة الألعاب الإلكترونية التي تجعلهم يستمرون في استخدامه ولا يدركون حجم الوقت الذي يستهلكه أمام تلك الهواتف، وأصبح من الصبح على الآباء والأمهات منع أطفالهم من استخدام تلك الهواتف، فهي كالداء الذي انتشر بين الأطفال ويبحث الجميع عن دواء له، وسوف نوضح من خلال هذا المقال أضرار تلك الهواتف ومسؤولية الأسرة تجاه هذا الأمر، بالإضافة إلى الحلول التي يمكن إتباعها.
محتويات المقالة
أضرار الأجهزة الإلكترونية على الأطفال
تعتبر الأجهزة الإلكترونية عملة بوجهين وجه يبدو أنه يحتوى على فوائد بسبب الإمكانيات والخدمات التي تمنحها للأطفال، ووجه آخر يظهر مدى التأثير السلبي والأضرار التي تنجم عن استخدامها لفترات طويلة، حيث يمكنها أن تؤثر على صحة الطفل العقلية والجسدية وتلعب دور كبير وفارق في حياته الاجتماعية، وسوف نتناول أضرار الأجهزة الإلكترونية على الأطفال كما يلي:
تتسبب في الأمراض النفسية
يعد من أهم أضرار الأجهزة الإلكترونية على الأطفال هو تأثيرها الواضح على الحالة النفسية للطفل، حيث تلعب دور في أن يكون الطفل مصابًا بالاكتئاب والقلق، وقد تكون السبب في أن يكون الطفل لا يتمتع بالثقة الكافية بالنفس، وتهتز تلك الثقة، ولا يستطيع أن ينعم بالرضا في حياته ويؤثر بطريقة ما على استقراره العاطفي وعلى مستقبله وتساهم في تغيير طريقة تفكيره.
الإصابة بالانعزال الاجتماعي
قد تكون الأجهزة الإلكترونية السبب في إصابة الطفل بالانعزال الاجتماعي، وذلك لأنه يقوم بقضاء وقت كبير مع الهاتف دون أن يتفاعل مع من حوله في المنزل، مما يجعله منعزلًا عنهم، ويتجه إلى غرفته مع هاتفه ويستمر في الجلوس معه دون أن يتواجه مع أشخاص، وهذا يؤثر على التطورات المهارية التي يجب أن يكتسبها الطفل من خلال تفاعله مع من حوله، مما يجعله راغبًا في الإنعزال بشكل دائم.
تؤثر على قدرات الطفل العقلية
من أضرار الأجهزة الإلكترونية على الأطفال أنها تؤثر بشكل سلبي على عقلية الأطفال، حيث أثبتت بعض الدراسات أن استخدام الطفل للهواتف الذكية بطريقة مفرطة يكون لها تأثير واضح على قدراته العقلية والذهنية، وتسبب في تقليل أدائه المعرفي، وتعطل فرص استيعابه وقدرته على التعلم، حيث أنه يقوم بأداء الواجبات المنزلية أثناء استخدام تلك الهواتف، أو أمام التلفاز مما يجعل استيعابهم للمواد العلمية مشتت.
تقلل النشاط البدني
يقوم الطفل باستخدام الهواتف أو الجلوس أمام الأجهزة الإلكترونية لساعات طويلة دون أن يمارس أي حركة مما يجعله عاجزًا عن ممارسة النشاطات اليومية من حركة وتمارين رياضية تفيد جسمه وعقله، ويستمر في الجلوس أمام تلك الأجهزة مما يؤثر بشكل سلبي على لياقته البدنية وقد يتعرض للإصابة بداء السمنة والتي تؤثر أيضًا في نفسية الطفل.
تزيد من الإصابة بآلام المفاصل والظهر
في الغالب يقوم الطفل باستخدام الهواتف الذكية أثناء جلوسه بوضعية محددة، وعندما يقوم بمشاهدة التلفاز يستمر بالجلوس لساعات طويلة، فقد يعتاد جسمه على الجلوس بتلك الوضعية حتى في الحالات التي يجلس فيها دون أن يكون أمام تلك الأجهزة الإلكترونية، وذلك ما يتسبب في حدوث إصابته بمشكلات في العضلات والفقرات ويؤثر على الظهر.
يتعرض للإصابة بمشكلات في الرؤية
استمرار الطفل في الجلوس أمام الهواتف أو التلفاز يجعله معرضًا بشكل كبير لمواجهة أضرار الأجهزة الإلكترونية على الأطفال ويصاب بضعف النظر، وقد يواجه مشكلات جفاف العين أو إجهادها بطريقة سلبية، وذلك نتيجة لتعرضها للإضاءة القوية فترات طويلة من الزمن أو لتحديقه للشاشات دون تغيير الرؤية عنها.
تؤثر على النوم بشكل صحي
يجب على الأطفال أن ينالوا قسط كافي من النوم حتى ترتاح أعضائهم، و ينموا بشكل جيد، ويصاب من يستخدمون تلك الأجهزة الإلكترونية من الأطفال بحالة من التوتر ولا يستطيعون الاسترخاء بطريقة جيدة، مما يجعلهم معرضون للأرق، ولا يستطيعون القيام بأنشطته اليومية، ويفقدون الطاقة و يميلون للشعور بالخمول.
تتسبب في الإصابة بالعدوى أو التعرض للحوادث
أثبتت بعض الدراسات أن استخدام الأجهزة الإلكترونية تعرض الأطفال لمواجهة البكتريا والجراثيم خلال اليوم لفترات طويلة، مما يؤثر على صحة الطفل بشكل واضح، ويجعله عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض أسرع من غيره، وتنتقل تلك الجرائم بسرعة عند ملامستها، وقد ينشغل الطفل باستخدام الهاتف أثناء عبور الطريق مما قد يعرضهم للحوادث، وقد ينشغل به أثناء صعود الدرج أو الهبوط منه مما يعرضه للاصطدام أو السقوط والتعرض للإصابات.
مسؤولية الآباء تجاه أضرار الأجهزة الإلكترونية
هناك مسؤولية كبيرة تعود على الأباء في المنازل لكي يتمكنوا من تجنب أضرار الأجهزة الإلكترونية على الأطفال، وحمايتهم من تلك الأضرار قبل أن تؤثر بشكل كبير على صحتهم، فيقع الدور الكبير لعلاج تلك المشكلة على عاتق الأباء، حيث يتوجب عليهم أن يقومون بمشاركة أطفالهم فى الألعاب الرياضية والألعاب التي تتطلب منهم ممارسة الحركة بطريقة يومية لتعزيز عضلاتهم وقدراتهم البدنية.
ويمكنهم التحكم في عدد الساعات التي يسمح للطفل فيها باستخدام تلك الأجهزة والجلوس أمامها، ويمكنهم أيضًا القيام بوضع مجموعة من القواعد التي تمكن أبنائهم من استخدام الأجهزة بطريقة سليمة دون أن تعرضهم لمواجهة الأضرار، مثل اختيار طريقة مناسبة وصحية للجلوس، تحديد نسبة إضاءة لا يكون لها تأثير سلبي على العين.
مساعدة الأطفال في خلق أنشطة تنمي قدراتهم العقلية والفكرية، والحصول على المعلومات المفيدة من الأجهزة الإلكترونية دون التعرض لأضرارها، أخذ الأطفال في جولات خارج المنزل لاكتشاف العالم الخارجي وتمضية الوقت وسط الطبيعة، تجنب استخدام الهواتف في المنزل من قبل الآباء لفترات طويلة من الوقت.
تابع المزيد: خدمات التجارة الإلكترونية
حلول لتقليل مخاطر الأجهزة الإلكترونية
يمكننا توفير بعض الحلول التي تساعد على تجنب أضرار الأجهزة الإلكترونية على الأطفال، والتي تجعل الطفل غير معرض لتلك الأضرار ويمكنه الحصول فقط على فوائد تلك الأجهزة، وتتمثل تلك الحلول في الآتي:
- المناقشة مع الطفل بما يناسب عمره من حوارات تظهر له تأثير تلك الأجهزة على صحته.
- تحديد فترة زمنية أقصى حد ساعتين يمكن للأطفال خلالها استخدام تلك الأجهزة.
- اختيار وضعية جلوس صحية تناسب الفقرات والجهاز العصبي ولا تعرضه للخلل.
- اختيار التطبيقات والألعاب المفيدة التي يمكن للطفل مشاهدتها أثناء المدة المسموح له باستخدام الأجهزة فيها.
- اختيار الألعاب الهادفة البعيدة عن العنف.
- عدم السماح باستخدام تلك الأجهزة في فترات إطفاء الإضاءة أو أثناء وجود ضوء خافت.
- مراقبة الطفل أثناء استخدامه لتلك الأجهزة من أجل حمايته.
- معاقبة الطفل عند عدم التزامه بالمدة المتفق عليها من خلال وضع كلمة مرور على هاتفه تمنعه من تشغيله، فيلتزم بالرجوع للوالدين حتى يسمحوا له بتشغيله.
- أيجاد بدائل تشجيعية للطفل مثل النوادي والحدائق لكي يتمكن من تفريغ طاقته بها.
أضرار الأجهزة الإلكترونية على الأطفال متعددة، ولكن لا يجب أن يتم ترك الطفل لها، ويمكن مساعدته في الحصول على الفوائد فقط من تلك الأجهزة، وذلك من خلال العناية الأسرية التي تبث فيه الثقة بالنفس و تحفزه على النشاط وأداء أنشطة متنوعة هادفة.
