اختيار شريك مشروعك والذي يكون مناسب هو من أهم الأمور التي يجب أن تشغلك عند القيام بتأسيس شركة جديدة أو اتخاذ قرار بانضمام شريك جديد إلى مشروع قائم بالفعل، لأن هذا الأمر يعد من الأمور الفيصلية التي يمكنها أن ترفع مشروعك لأعلى أو تؤدي به إلى الفشل إن كان اختيارك سيء من البداية.
لذا سوف نتناول في هذا المقال أهم المعايير التي يجب الاستناد عليها عند اختيار شريك لمشروعك يكون بمثابة إضافة تساعدك على تحقيق مزيد من النجاح والتطور.
محتويات المقالة
هل من الضروري اختيار شريك مشروعك؟
في البداية وقبل أي شيء يجب أن نتحدث عن أهمية اختيار شريك مشروعك وهل يعد هذا أمرا ضروريا أم من الأفضل أن يكون المشروع ملكا لك وحدك.
يجب قبل أي شيء أن تحدد هدفك من المشروع على حسب مجال عمله وحجمه وتحديد ذلك يتم وفقا للرؤية الخاصة بالمشروع والتي يتحدد على أساسها ما إذا كان المشروع يحتمل شريك آخر أم لا.
إذا كان المشروع الخاص بك كبير ويعمل في عدة مجالات فمن الأفضل أن يكون هناك شريك بحيث يتم توزيع المجهود ورأس المال بينكما، على أن يتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لتوثيق هذه الشراكة بحضور محامي موثوق وأن يتم ذلك من خلال محضر اجتماع موثق بالمستندات الرسمية.
يجب عند القيام بالتوثيق تحديد نسبة الشراكة التي يتم على أساسها تحديد نسب الأرباح السنوية، سواء كانت الشراكة عينية برأس المال أو بالمجهود فقط أو كليهما معا.
وعلى ذلك يجب أن يتم توزيع المهام والمسئوليات حتى لا يحدث خلافات تؤدي في النهاية إلى انهيار المشروع، مع الحرص بشكل مستمر على تقييم العمل بشكل مهني بحت.
أهمية المحامي في توثيق الشراكة
دور المحامي هنا مهم للغاية فهو الذي يقوم بتوثيق الشراكة من خلال المستندات الرسمية وفقا للقانون والتي تعمل على حماية الحقوق لكلا الطرفين، وأيضا يقوم بعمل دراسة حول المخاطر المحتملة في المشروع قبل القيام بالبدء فيه.
كما يقوم المحامي أيضا بإبرام عقود الشراكة التي يجب أن تتضمن كافة الاتفاقات بين الشركاء والتي تحمي حقوق الطرفين في حال أخل أحدهما بأي بند فيها، أو في حال الرغبة في فض الشراكة لأي سبب، أو تنحي أحد الطرفين عن مسئولياته في المشروع.
وهذا يساعد بشكل كبير في وضع كل الاحتياطات اللازمة في حال قررت اختيار شريك مشروعك وحمايتك من أي أضرار محتملة نتيجة هذا القرار.
على المحامي أيضا أن يقوم بكتابة جميع الحوادث المتوقعة التي قد تنشأ نتيجة الخلاف بين الطرفين وطريقة معالجتها بالطرق القانونية حتى يتلافى أي نزاعات مستقبلية قد تنتج بسبب أحد الطرفين أو حتى بسبب ظروف السوق.
لا بد من كتابة أدق التفاصيل دون إغفال أي منها حتى يصبح كل شريك على علم تام بكل حقوقه والتزاماته تجاه المشروع القائم.
أهم المعايير اللازمة عند اختيار شريك مشروعك
في حال قررت أن تضع في مشروعك شريك آخر يقاسمك الأرباح والخسائر وأيضا القرارات والنتائج الخاصة بها، فيجب هنا أن تضع في اعتبارك مجموعة من المعايير التي يجب على أساسها اختيار شريك مشروعك:
- يجب أولا أن يكون هناك درجة من التوافق والانسجام بين الشريكين تحد من وجود خلافات أو تعارض في الآراء بشكل مستمر يؤثر سلبا على نجاح المشروع.
- يجب أن يكون هناك تكامل بين الشريكين من حيث المهارات والذي ينشأ عنه تعزيز لمواطن القوة التي تدعم المشروع بشكل إيجابي.
- الثقة المتبادلة بين الطرفين أمر مهم.
- الشعور بالمسئولية من جانب الشريك هو من أهم السمات التي تساعد على نجاح مشروعك لذا احرص على اختيار شريك لا يتسم بالسلبية أو المماطلة.
- كما أن الطاقة الإيجابية مهمة جدا في الشريك عند مواجهة أزمات أو مشاكل في العمل، إذن عليك الابتعاد عن شريك يبعث الطاقة السلبية أو يحد من القدرة على إيجاد الحلول.
- يجب أن تختار شريك لديه الإمكانيات المالية الكبيرة ويفضل أيضا أن يمتلك علاقات قوية تساعد في حل المشاكل والمعوقات المحتملة.
- لديه من المرونة والقابلية للمخاطرة والرغبة في التجديد والابتعاد عن الشريك النمطي الكسول.
بعض النصائح لاختيار شريك مثالي
يوجه بعض المختصين في مجال الإدارة وإدارة الشركات ببعض النصائح التي تساعد على اختيار شريك مشروعك مثالي يساعدك على تطوير مشروعك.
اختيار شريك مختلف
حيث أجمع الخبراء على أن اختيار الشريك الذي يشبهك في الأفكار والمهارات لا يفيدك بشكل كبير في تطوير مشروعك، فأنت بحاجة حتما إلى شريك مكمل يكون لديه أفكار مختلفة تعزز من اكتمال فكرة مشروعك، وأن يكون لديه من المهارات ما يساعد على تطوير المشروع من خلال إمداده بما لا تستطيع أنت القيام به.
التعرف على مهام الشريك الحقيقية
يجب أن تفرق منذ البداية بين اختيار الشريك والموظف والمستشار، فالموظف يعمل فقط على تنفيذ التوجيهات التي تقدمها له ويعمل في إطار صلاحيات معينة تقوم أنت بتحديدها له.
أما المستشار فهو يقدم لك استشارات في حدود ما تطلبه منه ولكن لا يحرص على تقديم حلول مبتكرة بالقدر الكافي، هو فقط يمدك بالمعلومات في حدود علمه وإمكانياته.
أما اختيار الشريك الناجح يكون مثالي في تقم المشروع وتطويره، فهو في المقام الأول شريك يمدك برأس المال اللازم لدعم مشروعك، ثم إنه يكون طرف معزز لديه كل الصلاحيات لتطوير نظام العمل وصاحب مصلحة عليا أيضا في تعظيم الأرباح، لذا عليك اختياره بعناية.
تابع المزيد: أفضل 15 استراتيجية للتسويق عبر فيسبوك
أهم العوامل التي تساعدك في تطوير مشروعك
بعد أن تعرفنا على كيفية اختيار شريك مشروعك نوضح الآن بعض العوامل التي تساعدك بشكل كبير في نجاح مشروعك بشكل أكبر، وهذه العوامل تتمثل فيما يلي:
القيام بعمل دراسة جدوى احترافية
قبل القيام بإطلاق المشروع فإن القيام بعمل دراسة جدوى على أسس علمية من جانب متخصصين محترفين يجنبك الكثير من احتمالات الفشل أثناء ممارسة نشاطك، لذا فعليك الاهتمام بهذا الجانب قبل أي شيء.
التخطيط الجيد للمشروع
كما أن التخطيط السليم للمشروع من كل الجوانب والتعرف على تحركات السوق وسلوك المستهلكين يساعد بشكل كبير على اختيار المجال الذي يلبي الاحتياجات الناقصة وبالتالي تحديد مجالك الذي يؤدي إلى النجاح والاستمرارية.
تحفيز فريق العمل
فريق العمل هو الأساس الذي يرتكز عليه نجاح المشروع، لذا يجب أن تمتلك الأدوات التحفيزية اللازمة لدفعهم لتحقيق أهدافك.
القدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة
اتخاذ القرارات في الوقت المناسب هو أمر ضروري يجنبك الكثير من الخسائر، حتى وإن كان قرار إيقاف المشروع في الوقت الذي أصبح يحقق فيه الخسائر فهو أمر مطلوب.
الاحترافية في إدارة المخاطر
عندما تستطيع وضع خطة جيدة لإدارة المخاطر بشكل سليم فهذا يعفيك من الوقوع في الكثير من المشاكل التي تهدد نجاح مشروعك في المستقبل.
في الختام لا يمكنك اختيار شريك مشروعك دون أن تكون على دراية كاملة بأهم المعايير اللازمة لاختيار شريك مثالي يدعم تطوير مشروعك ويحقق لك إضافة ملموسة بانضمامه إليك كشريك.