خصائص إدارة المخاطر المالية لا يوجد غنى عنها في الشركات حيث تلعب المؤسسات والشركات الاستثمارية دوراً هاماً في ازدهار الاقتصاديات في كافة أنحاء العالم، حيث يقترن النمو المالي والاقتصادي بمدى قدرة هذه المؤسسات على مواكبة كافة المتغيرات الاقتصادية، والمالية، إلى جانب القانونية، وكذلك التكنولوجية، وهذا هو ما يضمن للمؤسسة التوسع والنمو بشكل كبير وفعال.
وتواجه العديد من هذه المؤسسات والشركات مخاطر عديدة وتظهر هذه المخاطر عند ممارسة كافة أعمالها وأنشطتها، وقد تكون هذه المخاطر قانونية أو من الممكن أن تكون مالية أو حتى تنظيمية، ولعل من أبرز هذه المخاطر هي المخاطر المالية، وذلك لأنها تهدد استقرار كافة المؤسسات، وقد تمتد لتهديد اقتصاديات العديد من الدول.
محتويات المقالة
خصائص إدارة المخاطر المالية
يرى كافة الخبراء أن المخاطر المالية هي العجز عن دفع أو عن سد الديون المستحقة على الشركة أو على المؤسسة، وذلك قد يكون نتيجة لعدم الاستقرار الاقتصادي، وتغير كافة أسعار العملات والصرف، بينما يشير البعض إلى أن هذه المخاطر المالية قد تكون تهديدًا لحدوث خسائر مالية محتملة في الأسواق.
وبشكل عام يمكن القيام بتلخيص مفهوم المخاطر المالية على أنها هي من أحد أبرز المخاطر التي قد تواجه المؤسسات والشركات، وهي متعلقة بالركود الاقتصادي وكافة الخسائر في الأسواق المالية، وهي تحدث نتيجة لوجود زيادة في الضرائب أو تغير أسعار العملات والفائدة، وهذا هو ما قد يؤدي إلى عدم قدرة الشركة على سداد الديون، وكافة المستحقات أو تغطية التزاماتها وتكاليف أنشطتها.
أهم أنواع المخاطر المالية
توجد عدة أنواع من خصائص إدارة المخاطر المالية حيث تتمثل أبرز أنواع المخاطر المالية في الأنواع التالية:
المخاطر السياسية
نحن دائما ما نسمع عن تأثير السياسة على الاقتصاد والعكس صحيح، ومن هنا يمكن التأكيد على أن كافة هذه القرارات والأوضاع السياسية في الدول قد تؤثر على المؤسسة وكذلك على كافة أنشطتها، حيث أن الإجراءات السياسية قد تؤدي إلى وجود خسائر ومخاطر مالية لجميع الأفراد والمؤسسات.
مخاطر قانونية
وهي تحدث نتيجة لتطبيق قانون أو تغيير نظام قانوني، وهذا هو ما قد يؤدي إلى وجود مخاطر مالية في الشركات العاملة في قطاع معين.
مخاطر السوق
وتشمل كافة هذه المخاطر جميع التقلبات في حركة الأسواق المالية وذلك بسبب عدم السيطرة على أسعار السلع، بجانب تباين أسعار الأسهم والفائدة، والتغير المستمر في جميع أسعار العملات والصرف، وهذا هو ما يمكن أن يؤدي إلى أن تفقد الأنشطة والاستثمارات قيمتها، فتغير أسعار الفائدة والعملات سوف يؤدي إلى زيادة التكاليف والفوائد التي يتعين سدادها للبنك، كما أن هناك عدة مخاطر تخص كافة السلع الأساسية والمواد الخام، وهي دائما ما تواجه الشركات التي تعتمد في أنشطتها على إنتاج أو معالجة السلع والمواد الخام، وذلك يكون بسبب التباين في جميع أسعار هذه المواد، وهو ما يحدث لمصنعي السيارات على سبيل المثال، وتجدر الإشارة هنا إلى أن العديد من من السلع يتحكم في سعرها عنصر الصرف الأجنبي مثل الذهب والنفط.
مخاطر السيولة المالية
وهذا يعني العجز عن توفير السيولة المالية اللازمة لسداد كافة الديون المستحقة، أو العمل على توفير المال اللازم لتغطية كافة التكاليف، وقد يكون ذلك نتيجة حالة ركود السوق المالي، وهذا هو ما يؤدي إلى عدم إمكانية القدرة على الاحتفاظ بالاستثمارات بشكل جيد.
ولذلك سوف يتم بيعها بمقابل أقل من قيمته الحقيقية، أي أنه يعني عدم القدرة على الحصول على مشترين وذلك بسبب نقص السيولة في السوق، مثل بيع السلع والأوراق المالية أو عقارات بسعر أقل من قيمتها.
مخاطر التشغيل
وهي تعني كافة الخسائر المالية الناتجة عن العنصر البشري مثل العاملين والموظفين، وقد تكون أيضًا بسبب بعض من الأخطاء التقنية أو المهنية أو قصور في الأنظمة الرقمية، أو تلف أحد الأصول المهمة وهو ما يؤثر بالسلب على رأس المال والمركز المالي للمؤسسة، أو بعض من العوامل الخارجية الأخرى، مثل أخطاء الطباعة على سبيل المثال، لذلك يجب معرفة خصائص إدارة المخاطر المالية.
مخاطر الأعمال
وهو نوع من الأساليب التي تقوم به المؤسسات نفسها من أجل زيادة الأرباح وهي أيضاً من خصائص إدارة المخاطر المالية مثل تحمل تكاليف عالية من أجل الترويج والتسويق لمنتج أو خدمة جديدة.
مخاطر الائتمان
وهي تعني عجز طرف ما عن سداد الدين وكافة المدفوعات وهي أيضاً من خصائص إدارة المخاطر المالية، أو الوفاء ببعض من الالتزامات المستحقة المنصوص عليها في العقد المبرم بين الطرفين، وهذا هو مما يؤدي إلى خسائر مالية.
أبرز أسباب المخاطر المالية
يمكن القول أن المخاطر المالية يمكن لها أن تحدث نتيجة عوامل وأسباب، وفيما يلي سوف نتعرف على أبرز العوامل والأسباب التي تؤدي لتعرض المؤسسات للمخاطر المالية:
- عدم قدرة هذه المؤسسة على التنسيق بين إدارة الموارد البشرية وكذلك الإدارة المالية ، بجانب عدم القدرة على التخطيط والتنظيم ومتابعة تنفيذ كافة الخطط والأعمال، وعدم توافر الكفاءات والمرونة في فهم كافة المتغيرات التي يمر بها السوق المالي.
- أيضاً وجود خلل في الاستراتيجية الخاصة بالمؤسسة، حيث أن هذه الاستراتيجية ترتبط بشكل كبير بالقرارات المالية والاقتصادية، وأي خلل في الاستراتيجية من الممكن أن ينتج عنه حدوث مخاطر مالية، وقد تكون نتيجة من بعض الإجراءات الداخلية، أو بسبب بعض الأشخاص في المنظومة أو قصور في التشغيل والنظم وتلك من خصائص إدارة المخاطر المالية.
تابع المزيد: ادارة المخاطر الدولية بالكويت
خطوات إدارة المخاطر المالية
تشمل عملية إدارة المخاطر المالية العديد من الأدوات وكذلك الخطوات التي تساعد على التعامل مع كافة هذه المخاطر ومواجهتها ومعرفة كافة خصائص إدارة المخاطر المالية وفيما يلي أبرز هذه الأدوات الآتي:
تحديد الأهداف
يجب تحديد الهدف من خلال عملية إدارة المخاطر المالية، حيث أنه توجد هناك مجموعة من الأهداف التي تسعى في هذه العملية لتحقيقها مثل بقاء المؤسسة واستمراريتها، وكذلك تقليل كافة التكاليف وغيرها من الأهداف، وبالرغم من مدى أهمية هذه الخطوة إلا أن هناك العديد من المؤسسات تتجاهلها، وهذا هو ما يؤدي إلى حدوث خلل في إدارة المخاطر المالية.
اكتشاف المخاطر المالية وتقييمها
تعتبر هذه الخطوة اكتشاف المخاطر من أهم الخطوات والأدوات في عملية إدارة المخاطر المالية لكونها هي أساس للمراحل الأخرى وكذلك لمعرفة خصائص إدارة المخاطر المالية، وتعتمد على الاكتشاف المبكر للخطر، بجانب معرفة كافة أسباب هذه المخاطر والخسائر المتوقع حدوثها.
البحث عن بدائل
وهي تعني البحث عن أفضل وسيلة وذلك للتعامل مع المخاطر المتوقع حدوثها، حيث أنه أحيانا ما يتم اتخاذ قرار بشأن أنسب الطرق للتعامل مع المخاطر وفقًا لخطة موضوعة في السابق، أو حتى وفقًا لمعايير معينة تحدد أنسب الطرق للتعامل مع المخاطر.
التقييم والمراجعة
تساعد خطوة التقييم والمراجعة على اكتشاف بعض الأخطاء، وهو ما يؤدي إلى تصويب بعض القرارات.
في ختام المقال تناولنا الحديث عن خصائص إدارة المخاطر المالية وعن أهم أسبابها وأهم الخطوات التابعة إلى إدارة المخاطر المالية، وذلك لأنها تهدد بشكل كبير استقرار العديد من المؤسسات، وقد تمتد لتهديد اقتصاديات العديد من الدول المختلفة.
