حيوان الوزغ (أبو بريص): صفاته، سلوكه، أهميته البيئية، وحكم قتله في الإسلام

الوزغ أو أبو بريص، مخلوق صغير ينتمي إلى الزواحف، يعيش غالبًا في المناطق الدافئة والرطبة، ويتسلل إلى البيوت دون أن يشعر به أحد. قد يراه البعض غير ضار من حيث الظاهر، لكنه في الإسلام له حكم خاص لما ورد في السنة من أنه كان ينفخ النار على إبراهيم عليه السلام.

في هذا المقال، سنتحدث بالتفصيل عن الوزغ: صفاته وسلوكه، فوائده البيئية، أنواعه، وكذلك الحكم الشرعي لقتله في الإسلام استنادًا إلى ما ورد في الحديث النبوي الصحيح.

ما هو الوزغ؟

الوزغ هو سحلية صغيرة، تُعرف في بعض المناطق باسم “أبو بريص”، يتراوح طوله من 2 إلى 15 سم. يمتلك جسدًا لينًا وألوانًا متغيرة تساعده على التمويه. يعيش غالبًا في الشقوق، تحت الأحجار، أو داخل البيوت حيث يجد الدفء والغذاء.

صفات الوزغ الجسدية

• أقدامه لزجة بفضل شعيرات صغيرة تساعده على التسلق على الجدران والأسطح الزجاجية.

• له عيون واسعة تتيح له الرؤية في الظلام.

• لا يمتلك جفونًا، بل يغطي عينيه غشاء شفاف ينظفه بلسانه.

• يمتلك ذيلًا يمكنه الانفصال إذا شعر بالخطر، لينجو من المفترسات.

سلوك الوزغ

• نشاط ليلي: يخرج ليلاً للبحث عن الحشرات ويتجنب الضوء.

• حذر وسريع الحركة: مما يصعب اصطياده.

• إصدار أصوات: يصدر أصواتًا خفيفة شبيهة بالنقرات عند الشعور بالخطر.

غذاء الوزغ

• يتغذى على الحشرات الصغيرة مثل الذباب، الناموس، والعناكب.

• لذلك يعتبره البعض مفيدًا في تقليل الحشرات المنزلية.

شاهد أيضًا: لأول مرة دراسة جدوى مشروع زراعة اللوز بربح 80%

أنواع الوزغ

أهمية الوزغ في التوازن البيئي

حكم قتل الوزغ في الإسلام

ورد في صحيح البخاري ومسلم أن رسول الله ﷺ أمر بقتل الوزغ، وجعل في قتله أجرًا عظيمًا.

قال رسول الله ﷺ:
“من قتل وزغًا في أول ضربة كُتب له مائة حسنة، وفي الثانية دون ذلك، وفي الثالثة دون ذلك.”
رواه مسلم.

وقال أيضًا:

“كان ينفخ النار على إبراهيم” عليه السلام.
أي: أنه شارك في أذى نبي الله إبراهيم عند إلقائه في النار.

ما معنى هذا الحديث؟

الوزغ في ذلك الزمان كان مؤذيًا، وكان ينفخ النار على نبي الله. ولذلك جعله النبي ﷺ من الحيوانات التي يُؤمر بقتلها دون كراهة، بل يؤجر فاعل ذلك.

لماذا يُقتل الوزغ رغم فوائده البيئية؟

• لأن النبي ﷺ أمر بذلك، فنأخذ الأمر تعبديًا حتى لو كانت له فوائد.

• الضرر المعنوي والديني المترتب عليه يغلب فائدته البيئية.

• الله أعلم بعِلم الغيب، وأمره وأمر نبيه مُقدَّم على العقل.

هل الوزغ سام؟

بعض الأنواع النادرة قد تحتوي على سم بسيط في إفرازاتها، ولكن النوع الشائع في المنازل غير سام للإنسان، ولكنه مكروه شرعًا لموقفه التاريخي.

كيفية قتل الوزغ بطريقة مأجورة

• استخدام عصا خفيفة والضرب المباشر.

• المحاولة أن تكون الضربة الأولى حاسمة، لما ورد من مضاعفة الأجر.

• تجنب إيذائه دون قتل (لا تقطع ذيله فقط أو تتركه يتعذب).

هل يجوز تربية الوزغ أو الإبقاء عليه؟

• لا يجوز تربيته أو إمساكه بقصد الاحتفاظ به، لأنه من الحيوانات التي أمر النبي ﷺ بقتلها.

• إبقاؤه في المنزل دون قتله لا يؤجر عليه، بل قد يُلام المسلم على عدم تنفيذ السنة.

طرق الوقاية من دخول الوزغ للمنزل

• سد الشقوق والنوافذ المفتوحة.

• التخلص من الحشرات التي يتغذى عليها.

• إغلاق الإضاءة الخارجية ليلًا التي تجذب الحشرات.

• استعمال بخور أو روائح مثل النعناع أو القرنفل التي يكرهها الوزغ.

خرافات لا صحة لها

• الوزغ يسبب مرض البهاق ❌ لا دليل علمي.

• الوزغ يلتصق بالجلد إذا لمسته ❌ غير صحيح.

• رؤية الوزغ نذير شؤم ❌ من الخرافات.

خاتمة

الوزغ مخلوق صغير الحجم، لكنه كبير في الشأن من الناحية الشرعية. أمر النبي ﷺ بقتله، وجعل في ذلك أجرًا، لأنه شارك في أذية نبي الله إبراهيم عليه السلام. ورغم فوائده في القضاء على الحشرات، إلا أن السنة مقدَّمة على غيرها. على المسلم أن يعمل بالوحي ويثق بحكمة الله ورسوله ﷺ.

“وما آتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا.”
[سورة الحشر، آية 7]