دورة حياة المنتج تمثل رحلة متكاملة تمر بها كل المنتجات بدء من مرحلة التطوير إلى الشكل النهائي للمنتج، حيث أنها تتكون من عدة مراحل تشمل التصميم والإنتاج والتسويق والاستهلاك وأخيرًا تخليص المنتج، هذه الدورة ليست مجرد سلسلة زمنية بل هي أيضًا إطار تفصيلي يساعد في فهم تأثيرات المنتج على البيئة والمجتمع.
دورة الحياة الخاصة بالمنتج تشمل العديد من المراحل المختلفة التي يمر بها المنتج منذ فكرة تطويره حتى نهاية فترة استخدامه، ويتم تقسيم هذه الدورة إلى مراحل رئيسية وكل مرحلة تشمل أنشطة مختلفة وتأثيرات على البيئة والاقتصاد، وفي هذا المقال سوف نتعرف على ما هي دور الحياة الخاصة بالمنتج وما هي المراحل الخاصة بها.
محتويات المقالة
دورة حياة المنتج، ما هي وما مراحلها المختلفة؟
تبدأ حياة المنتج بمرحلة التخطيط والبحث من أجل العمل على تحديد الاحتياجات والفرص في السوق، ثم تنتقل إلى مرحلة التصميم حيث يتم تحديد خصائص المنتج وكيفية إنتاجه، بعد ذلك تأتي مرحلة الإنتاج حيث يتم تصنيع المنتج وتوزيعه.
ومن ثم مرحلة التسويق حيث يتم الترويج للمنتج وجذب العملاء، وبمجرد أن يدخل المنتج حياة الاستهلاك يتم استخدامه والتفاعل معه من قبل المستهلكين، في النهاية يصل المنتج إلى مرحلة التخلص حيث يتم التفكير في كيفية التخلص منه بشكل صديق للبيئة.
تحليل دورة حياة المنتج يساعد الشركات على اتخاذ قرارات استدامة وتحسين الأثر البيئي والاقتصادي للمنتجات التي يتم تصنيعها واستهلاكها.
مراحل دورة حياة المنتج
تختلف آراء الناس حول عدد مراحل حياة المنتج، حيث يمكن أن يراها البعض أنها مكونة من أربع أو خمس مراحل، ولكن في سياق التجارة الإلكترونية يقوم البعض بتقسيمها إلى ست مراحل مما يجعلها أكثر فعالية في تتبع رحلة المنتج، ومن أهم تلك المراحل هي التالي:
تطوير المنتج
تطوير المنتج يشكل المرحلة الأولى في دورة حياة المنتج ففي هذه المرحلة تدرس وتختبر فكرة المنتج، وتجرى التجارب والاختبارات، ويتم في البداية إجراء دراسة جدوى لتقييم إمكانية نجاح المنتج وتصميم نماذج للاختبار واستكشاف السوق.
قد تمتد هذه المرحلة لسنوات طويلة ومن أهم الأمثلة عليها هي شركة المنظفات العالمية تايد التي لها أهمية استثمار في البحث والتجارب حيث استغرق تطوير إحدى منتجاتها مدة ثماني سنوات واختبارها على آلاف المستهلكين.
تقديم المنتج
تقديم المنتج يأتي في ثاني المرحلة حيث يتم إطلاقه رسميًا للسوق، ويتم الترويج والتسويق للمنتج بعد الانتهاء من مرحلة تطويره، تلك المرحلة ذات أهمية كبيرة حيث يلاحظ من خلال تجربة شركة آبل أثناء قيامها بإطلاق أول جهاز آيفون قد استطاعت القيام بخلق ضجة هائلة حولها قبل 6 أشهر من القيام بالإطلاق، وأيضاً بعدها تم العمل على بيع حوالي 2 مليون جهاز منها.
النمو
مرحلة النمو في حياة المنتج تشهد ارتفاع في الطلب حيث يتعرف العملاء على المنتج ويزداد اهتمامهم به، كما يظهر المنافسون وتتسارع المنافسة ويتطلب هذا الوقت تلبية توقعات العملاء وتقديم خدمة عملاء فعالة.
من أهم الأمثلة على ذلك بعد عام من إطلاق آيفون قامت جوجل في عام 2008 بإطلاق أول هاتف ذكي لها ولحقت بها مايكروسوفت وسامسونج في منافسات على أجهزة الآيباد والأجهزة اللوحية.
النضج
في مرحلة النضج يكون المنتج قد حقق شهرة واعتراف واسعين من التحسينات والتطويرات، وتكون في صلب اهتمام الشركة للمحافظة على تفوقها، كما يمكن أن تشهد هذه المرحلة توسعًا في خطوط المنتجات أو إطلاق منتجات فرعية جديدة لتلبية احتياجات متنوعة للعملاء.
مع التحديات الناشئة وظهور المزيد من المنافسين قد تكون استراتيجيات التسويق الابتكارية وتعزيز القيمة المضافة مهمة للحفاظ على الحصة في السوق، وإعادة تسعير المنتجات أو إطلاق حملات ترويجية مستهدفة يمكن أن تساهم في تعزيز الجاذبية والاستمرارية في النمو.
هذه المرحلة تتطلب أيضًا الاستجابة لمتغيرات السوق وتحليل استجابة العملاء للمنافسة المتزايدة، من خلال الابتكار المستمر والتركيز على تلبية تطلعات العملاء يمكن للشركة البقاء في مقدمة السوق وتحقيق استدامة في هذه المرحلة المهمة من حياة المنتج.
التشبع
تأتي مرحلة التشبع بعد النضج حيث يكون العديد من الجمهور المستهدف قد اقتنوا المنتج بالفعل، وهو ما يجعل التحدي في تحفيز الابتكار لتلبية تطلعاتهم المتغيرة، على الرغم أن هذه المرحلة قد تكون صعبة إلا أنها تتيح فرص جديدة لتحسين وتطوير المنتج.
في هذه المرحلة يتم التركيز على بناء ولاء العملاء وتعزيز العلاقات معهم، كما يصبح التفاعل مع المجتمع المحيط بالعلامة التجارية أمر حيوي، ويشجع على إطلاق مبادرات تسويقية مستهدفة للحفاظ على اهتمام العملاء وتعزيز الولاء.
الابتكار في هذه المرحلة يصبح تحدي يتطلب توجيه الاهتمام نحو تحسينات فعالة وميزات جديدة لتجديد الإثارة لدى العملاء، بالتركيز على تجربة العملاء وتلبية توقعاتهم المتجددة يمكن للشركة الاستمرار في النجاح وتحقيق الاستدامة في هذه المرحلة.
تابع المزيد: كيف يمكنك التعرف على العميل الصعب
التراجع والاختفاء
تعد مرحلة التراجع والاختفاء نهاية طبيعية للعديد من المنتجات سواء بسبب قدم التكنولوجيا أو عدم قدرة المنتج على التكيف مع تغيرات السوق، من أهم الأمثلة البلاكبيري الذي لم يستطع التكيف مع التقدم التكنولوجي وكذلك ياهو الذي فشل في مواكبة تغيرات السوق.
في هذه المرحلة يصبح من الضروري للشركة تقييم استدامة المنتج والبحث عن استراتيجيات تخفيض التكاليف أو إعادة التوجيه لضمان الاستمرارية، تحتاج الشركة إلى تحليل الأسباب وراء التراجع والتعامل بفاعلية مع متطلبات السوق المتغيرة من خلال التكيف والابتكار للحفاظ على وجودها في السوق.
في نهاية هذا المقال قد قمنا بالتحدث حول دورة حياة المنتج، ما هي وما مراحلها المختلفة؟، وكل ما يدور من حولها.
الأسئلة الشائعة
ما هي مراحل دورة حياة المنتج؟
يبدأ بتقديم المنتج للمستهلكين ومن ثم نمو مبيعاته وفي النهاية تدهور تلك المبيعات.
ما المفاهيم الرئيسية التي يركز عليها في دورة حياة المنتج؟
مفهوم الطرح ومفهوم النمو ومفهوم النضج ومفهوم الانحدار.